ولایت فقیه عربی (جلسه9)
اعوذ بالله من الشیطان الرجیم، بسم الله الرحمن الرحیم والحمد لله رب العالمین وصلی الله علی سیدنا رسول الله وآله الطیبین الطاهرین المعصومین واللعنة الدائمة علی اعدائهم اجمعین
اللهم وفقنا وجمیع المشتغلین وارحمنا برحتمک یا ارحم الراحمین
ومن جملة الآيات التي تذكر عادتاً في إثبات الولاية لهم أي النبي والأئمة عليهم السلام آية الولاية وهي في سورة المائدة الآية الخامسة والخمسون قال عز من قائل إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ، طبعاً الشأن البحث في الآية المباركة كالآيات السابقة في جهات الإنسان لما ينظر إلى مجموع الآيات في هذا الصدد الآيات السابقة عليه والآيات اللاحقة يلاحظ من حيث المجموع أنّ الآيات بصدد بعض الأبحاث الولائية طبعاً الولائية هنا أعم من أحكام الله الأولية والتشريعات النبية والولوية . سورة المائدة خمس وخمسون .
مثلاً – أنا أقراء من الآيات السابقة – ثمانية وأربعين وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه فاحكم بينه بما أنزل الله … بعد الآية طويلة قرائناها . الآية التي بعدها : وأن أحكم بما أنزل الله ولا تتبع أهوائهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله وإلى آخره .
الآية اللي بعدها : أفحكم الجاهلية يبغون … الآية الواحدة والخمسون : يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض إلى آخر الآية ، الآية التي بعدها : فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة ، يعني نخشى من اليهود والنصارى ، الآية أربعة وخمسين قبل هذه الآية : يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه فسرت الآية المباركة في جملة من الروايات أنّ رسول الله أشار إلى سلمان وقال هؤلاء قوم سلمان وفي بعض روايات قوم صهيب ، نحن قلنا في الصحابة بأن يوجد عدد من الصحابة من غير العرب مثلاً بلال من الحبشة ، صهيب من روم تركيا الحالي روم الشرقية وسلمان من فارس ففسرت الآية المباركة لكن في روايات معروفة عندهم فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم ، خوب معلوم أنّ القضية إجماعية ، من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم ، هسة سواء فسرناهم بالفرس كما في طائفة من روايات السنة أيضاً في جملة من رواياتهم .
ثم قال إنما وليكم الله … يعني بعد أن قال بأنّه لا تتخذوا هؤلاء أولياء ، وإذا فرضنا أنّ بعض المؤمنين رجع عن الإسلام إنّ الله يؤيد دينه هذا بعد هذا قال إنما وليكم الله ورسوله يعني المجتمع الإسلامي وليه الله سبحانه وتعالى ورسوله والمؤمنون الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ، هذه الآيات التي قبل الآية المشار إليها ، وأما الآيات التي بعدها : ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا ، لاحظوا التعبير يعني بعد أن ذكر أنّ الولي هو الله والرسول والمؤمن ثم قال ومن قبل هذه الولاية ، من يتولي الله ورسوله والذين آمنوا ، طبعاً الذين آمنوا بقرينة الآية السابقة يراد بها خصوص من تقدم ذكرهم الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون .
يعني بعد أن جعل الله سبحانه وتعالى الولاية لله ولرسوله وللمؤمنين بهذه الصفة المعينة قال من كان من المؤمنين يقبل هذه الولاية تولى باب التفعل بمعنى القبول تفعله أي قبله ، ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإنّ حزب الله هم الغالبون ، كلمة الغلبة وتعبير بحزب الله هم مشعر بجهة إجتماعية وطبعاً يمكن شموله للغلبة الفكرية يعني حزب الله غالبون فكرياً وسلوكياً وإجتماعياً والغلبة والنصر لهم في جميع المجال .
تولى مستكبرا فتولاه ، لو فرضنا يعني من لم يقبل الولاية راح يكون المعنى نفس الشيء نفس المعنى ونفس النتيجة . على أي تولى هم بهذا المعنى يعني أعرض هم صحيح كلام السيد صحيح إذا كان بذاك المعنى بقرينة المقابلة يعني حزب الله من يقبل الولاية لله ولرسوله وللمؤمنين .
على أي الآية المباركة سواء بهذا المعنى أو ذاك المعنى مفاده واضح ، هذا في اللغة العربية يقال تولى عن فلان لا يقال تولاه ، بلي صحيح قلنا لو فرضنا ليس ظاهر الآية المباركة هذا المعنى ، لو فرضنا لا يضر .
ثم قال يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزواً ولعباً من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء ، فالآية المباركة في نفي الولاية إثبات الولاية واتقوا الله إن كنتم مؤمنين يعني الإنسان لما يقراء الآيات ، قبل الآيات ، بعد الآيات ، واضح أنّ النكتة في هذه الآيات المباركة ليست بمعنى المحبة فقط كما أصر عليه السنة أنّ المراد بوليكم يعني محبكم ناصركم ، شواهد في الآيات المباركة صدراً ذيلاً كثيرة بأنّ المراد القضايا الإجتماعية والواقع الإجتماعي نعم بما أنّه أن احكم بما أنزل الله المراد بذلك يعني من أراد أن يكون مؤمناً حقاً فلا بد أن يخضع لما أنزل الله ولما يحكم به الله مطلقاً في الأمور الفردية والإجتماعية ولما يحكم به الرسول ولما يحكم به الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون .
هذا إشارة عابرة ليس غرضنا الدخول في التفاصيل فيما بعد . هذه النكتة الأولى يعني الإنسان يعيش أجواء الآية المباركة مع الآيات السابقة واللاحقة يظهر بوضوح هذا المعنى الذي ذكرناه .
المطلب الثاني والنكتة الثانية في شأن نزول الآية المباركة ، المعروف والمشهور بين المفسرين قاطبةً من السنة والشيعة أنّها نزلت في علي صلوات الله وسلامه عليه نعم إختلفوا في كيفية النزول يعني يظهر من بعض الروايات أنّه – من روايات العامة أيضاً – نزلت الآية مرتبطةً بحيث أنّه لأنّ جملة من العامة يعتقدون أنّ الآية المباركة نزلت في اليهود ولكن يبقى الكلام في إرتباط الآية مع نزولها ، يعني جائت في كتب جماعة من السنة أقراء بعض عباراتهم قبل الدخول في التفاصيل مثلاً في كتاب القرطبي ، هكذا يقول : روي عن إبن عباس ، عفواً قال جابر بن عبدالله ، كتاب القرطبي الجزء السادس صفحة مائتين وواحد وعشرين قال جابر بن عبدالله قال عبدالله بن تلام أو سلام ، هو عبدالله بن سلام كان من أحبار اليهود وأسلم وكان له إرتباط قوي مع عمر ويروي روايات في فضله وإلى آخره … للنبي صلوات الله وسلامه عليه إنّ قومنا من غريضة والنظير قد هجرونا وأقسموا أن لا يجالسونا ولا نستطيع مجالسة أصحابك لبعد المنازل فنزلت هذه الآية إنما وليكم الله ورسوله فقال رضينا بالله وبالرسول وبالمؤمنين أولياء ، يعني هذا المقدار رواه العامة في كتبهم بإعتبار أنّ القضية نزلت في اليهود والمراد بذلك أن يتخذوا الله ورسوله والمؤمنون أولياء .
طبعاً ظاهر الآية المباركة إنما وليكم الله خطاب للمؤمنين وظاهر الخطاب لعامة المؤمنين وبناءاً على هذا التفسير للمؤمنين الجدد يعني اليهود الذين آمنوا لا لعامة المؤمنين وإن شاء الله في شرح لآية المباركة نتعرض لبعض الإشكالات التي أثارها بعض المعاصرين في دلالة الآية عن الولاية .
على أي هذا التفسير وأنّ المراد إنما وليكم يعني وليكم أيها اليهود عبدالله بن سلام وأتباعه إنصافاً خلاف ظاهر الآية المباركة ، يعني الآيات السابقة يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء ، الآية السابقة على هذا ، يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه هذه الآيات وحمل هذه الآية إنما وليكم الله والآية التي بعدها هذه الآيات حملها على أنّ المراد بذلك اليهود الذين أسلموا جديداً وتركهم قومهم وتركوا مجالستهم ، حمل الآية المباركة على هذا المعنى في غاية البعد إنصافاً .
ولذا نحن نتصور أنّ هذه محاولة من السنة لطمس الحقيقة على أي ولذا جاء في بعض كتب السنة فد توجيه ثم هذا المعنى لا ينسجم مع قوله الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ، إنسجام ما موجود لا يوجد إنسجام فيها وخصوصاً أنّ عبدالله بن سلام لم يكن من أولياء أميرالمؤمنين لم يكن قريباً إلى أميرالمؤمنين ولذا جاء في بعض الكتب بشكل آخر .
في كتاب تفسير روح المعاني للآلوسي طبعاً الآلوسي كما تعلمون من كبار العلماء في بغداد وفي كتابه يحاول دائماً رد الشيعة بإعتبار معاشرته مع الشيعة وإطلاع على كتب الشيعة بالقياس إلى أهل السنة هو أكثرهم إطلاعاً في ذاك الزمان تقريباً على مصادر الشيعة ويحاول بقوة أن يتعرض لآراء الشيعة ويردها معروف في بغضه للشيعة الآلوسي في كتابه .
على أي كيف ما كان إنصافاً كتابه من هذه الجهة جميل للمطالعة بإعتبار أكثر إشكالاً هو من مثل فخر الرازي وغيره ، نقل في كتاب الآلوسي بعد أن أنقل من كتاب إلى أنّ المصادر الموجودة أخرج الحاكم وغيرهما وإبن مردوية عن إبن عباس رضي الله عنا بإسناد متصل قال أقبل إبن سلام أيضاً جعله في عبدالله بن سلام اليهودي ونفر من قومه آمنوا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا يا رسول الله إنّ منازلنا بعيدة وليس لنا مجلس ولا متحدث دون هذا المجلس وإنّ قومنا لما رأونا آمنا بالله تعالى ورسوله وصدقناه رفضونا أي تركونا وآلوا على نفوسهم – آلوا يعني حلفوا اقسموا – أن لا يجالسونا ولا يناكحونا ولا يكملونا فشق ذلك علينا فقال لهم النبي صلى الله عليه وآله إنما وليكما لله ورسوله، لاحظوا إلى هذا المقدار إنما وليكم الله ورسوله ثم إنّه صلى الله عليه وآله خرج إلى المسجد والناس بين قائم وراكع فبصر بسائل قال هل أعطاك أحد شيئاً فقال نعم خاتم من فضة فقال من أعطاكه فقال ذلك القائم وأومئ إلى علي صلوات الله وسلامه عليه ، – طبعاً هو كاتب كرم الله وجهه نحن نقراء عليه الصلاة والسلام – فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم على أي حال أعطاك فقال وهو راكع فكبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم تلى هذه الآية الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة …
على أي لاحظتم كيف يعني حاول أن يجعل إنما وليكم في اليهود خلاصته ، وبما أنّه في الروايات أنّ ذيل الآية نزلت في علي فحاول الجمع ، تأملتم النكتة الفنية ، حاولوا الجمع بهذا التفصيل ما بين القضيتين بأنّ القضية نزلت في اليهود وليكم يعني اليهود المؤمنين ، لكن ذيل الآية بهذا الترتيب إبتداءاً تكلم مع عبدالله بن سلام ثم بصر بهذا السائل ورأى هذا السائل والسائل قال أنّ علياً أعطاني خاتماً من فضة فقال رسول الله نزلت الآية تمامً الذين آمنوا والذين يقمون الصلاة … .
خوب الإنسان واضح لديه أنّه محاولة فاشلة يعني إرتباط بين الصدر والذيل لا يوجد وخصوصاً أنّ عبدالله بن سلام في التاريخ معروف بولائه الشديد لعمر أصلاً معروف بإنحرافه عن أميرالمؤمنين بعيد أن يكون المراد ، هذا لو كان خطاب إلى ذاك أفضل من علي .
على أي كيف ما كان نحن في تصورنا محاولة فاشلة أيضاً يعني عمل غير معقول وغير صحيح وغير واقعي لتطبيق الآية على عبدالله بن سلام وقوم من اليهود فالمخاطب بوليكم يعني اليهود لا المخاطب به يعني المؤمنون حاولوا بهذا الترتيب يصرفوا الخطاب عن المؤمنين إلى خصوص اليهود وأنا أتصور بطلان هذا في غاية الوضوح .
ثم قال الآلوسي فأنشئ حسان بن ثابت الأنصاري المعروف رضي الله تعالى عنا يقول أبا حسن تفديك نفسي ومهجتي وكل بطيئ في الهدى مسارع ، له شعر أظنه خطاء مطبعي ، فأنت الذي أعطيت إذ كنت راكعاً زكاتاً فدتك النفس يا خير راكع ، فانزل الله فيك خير ولاية وأثبتها أثنى كتاب شرائع . إنصافاً شعر جميل ومن الغريب أنّه من أوائل من إنحرف عن أميرالمؤمنين هو هذا القائل من جملة الذين لم يبايعوا علياً وكان معروفاً بولائه المطلق لعثمان ويطلب بدم عثمان هو هذا حسان بن ثابت وكيف يقول أبا حسن تفديك نفسي ومهجتي سبحان الله . نسأل الله أن يجعل عاقبة الأمر خيراً .
على أي كيف ما كان فهذا الشعر هم حتى موجود لحسان في نزول الآية المباركة في علي صلوات الله وسلامه عليه صار واضح ؟ لكن كما قلت لكم حاولوا محاولة إلى أن يثبتوا أنّ الآية ليست خطاباً للمؤمنين وإثبات الولاية لعلي طبعاً آمنوا إبتداءاً بأنّ الآية نزلت في علي لكن مع ذلك كله نجد في ما بعد حاولوا محاولات أخر لصرف الآية عن علي بأنّ الآية لم تنزل في علي .
من جملة المحاولات هذا الذي قرائت لكم ، من جملة المحاولات يقول هذا الآلوسي بأنّ الشيعة إستدل بها إلى إمامته سلام الله عليه ووجه الإستدلال عندهم أنّها بالإجماع نزلت في علي ، يرد على هذا وهو يستشكل ، والثاني إنا لا نسلم الإجماع على نزولها في الأمير ، لاحظوا الشاعر هم ذكر شعر حسان الروايات عندهم شعر حسان ومع ذلك لا نسلم الإجماع على نزولها في الأمير فقد إختلف علماء التفسير في ذلك فروى أبوبكر النقاش عن الإمام الباقر سلام الله عليه أنّها نزلت في المهاجرين والأنصار ، سبحان الله من شيطنتهم حاولوا التصرف في الآية عن قول الإمام الباقر ، كما أنّه في باب المتعة رووا عن علي أنّ رسول الله حرم المتعة لكن من سوء تدبيرهم ومن سوء فكرهم قالوا أنّ رسول الله حرم المتعة في عام خيبر مع أنّهم هم رووا عن الصحابة أنّ رسول الله أجاز المتعة في عام فتح مكة يعني ثلاث سنوات أربع سنوات بعده ، يعني أرادوا أن ينقلوا عن علي شيئاً لكن لم يحسنوا الكذب نسبوا إلى علي مع أنّه قطعاً في عام خيبر كان حلالاً وبعد عام خيبر كان حلالاً .
التحريم إذا ثبت في فتح مكة في السنة الثامنة لا في عام خيبر شرحناه في بحثه ، لكن من إشتباههم من سوء فهمهم من أنّ الكذب حتى يتبين عليهم فهؤلاء أرادوا تتبيب الأمر فرأوا الأفضل أن ينسبوا هذا الشيء إلى الإمام الباقر سلام الله عليه ، طبعاً في نفس كتاب القرطبي أيضاً هكذا ، وقد سئل أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين إبن علي بن أبي طالب ، الإمام الباقر عن معنى إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا هل هو علي بن أبي طالب – لاحظوا التعبير – فقال علي من المؤمنين ، يعني أنّ الآية نزلت في جميع المؤمنين فمن جملة المحاولات لهم إسناد هذا الشيء للإمام الباقر .
طبعاً الإنسان يعرف بوضوح بأنّهم أدركوا أنّ أهل البيت معروف عنهم ثابت عنهم أنّ المراد بالذين آمنوا خصوص علي بن أبي طالب فرأوا أن ينسبوا إلى الإمام الباقر هذا الشيء ، فروى أبوبكر النقاش صاحب التفسير المشهور عن المحمد الباقر رضي الله عنه طبعاً بتعبيره سلام الله عليه ، أنّها نزلت في المهاجرين والأنصار وقال قائل نحن سمعنا أنّها نزلت في علي فقال هو منهم ، وأخرج أبونعيم في الحلية وفلان وإبن جليل وإبن منذر وإبن أبي حاتم عن الباقر رضي الله عنه أيضاً نحو ذلك فرووا في عدة مصادر هذه هم محاولة منهم ، طبعاً روايات أهل البيت مسلم بأنّ الآية خاصة بأميرالمؤمنين .
المحاولة الأخرى ، هذه محاولة ثالثة إن صح التعبير ، المحاولة الأخرى في هذه الآية وروى جمع من المفسرين عن عكرمة ، عكرمة كما تعلمون وقلت أمس أيضاً من الخوارج والمعروفين ببغض أميرالمؤمنين سلام الله عليه – لا اله الا الله – روى جمع من المفسرين عن عكرمة أنها نزلت في شأن أبي بكر رضي الله عنا ، هذا هم من … يعني لا تناسب لا كذا لا أنّه نقل عنه لاحظوا غرضي كان حتى يكون لكم أجواء واضحة أنّهم كيف أرادوا بإصطلاح أن يجيبوا عن هذه الآية المباركة ويحاولوا وتبين بوضوح أنّ هذه المحاولات من الفساد بمكان ، طبعاً في كتاب القرطبي ينقل قضية علي سلام الله عليه وتصدق بخاتمه في الركوع ولم ينقل مناقشة في إسناد القضية ، نقل أنّه عن الباقر سلام الله عليه ونقل عن إبن عباس طبعاً عن عكرمة مو عن إبن عباس نزلت في أبي بكر ولكن الذي يظهر منه من نفس القرطبي إلى آخر تفسيره للآية المباركة أنّها نزلت في علي لم يناقش في إسناد نزول الآية المباركة لعلي سلام الله عليه .
هذا بالنسبة إلى شأن نزول الآية المباركة . فالذي نحن الآن نفهم من سياق الآيات أنّها لم تنزل في اليهود لا ربط له باليهود بل في سياق الآيات التي تدل على الولاية والقضايا الإجتماعية والخضوع لرسول الله والخضوع لأحكام الله في الفرض والمجتمع وثبوت هذه الولاية لله ولرسول ولأميرالمؤمنين صلوات الله وسلامه عليه هذه الوجوه التي جائت في كتبهم إنصافاً من الوضوح من الفساد بمكان .
وقلت لكم الروايات كثيرة في نزوله في علي عليه السلام ، طبعاً من الغريب بعد هذا كله مثلاً في بعض كتب التفسيرالمعاصرة ككتاب في ضلال القرآن – نستجير بالله – اصلاً ولو بعنوان قيل لم يذكر أنّ الآية نزلت في علي من الغرابة بمكانه ، وأنا تتبعت هذا الكتاب في هل أتى وفي غيره وفي هذه الآية ، حتى بعنوان قيل إنّها نزلت في علي عجيب تعمده في أن لا يذكر حتى بعنوانه ، نعم في لا تقربوا الصلاة وأنتم السكارى نقل عن الترمذي أنّها نزلت في علي ، وقال الترمذي وأنّه حديث حسن غريب ، أو حديث حسن صحيح ، هذا نقله لكن ما كان في منحه ولو هسة بعنوان وقيل وروي أصلاً وأبداً ولذا هؤلاء الذين حاولوا أن يذكروا الآية المباركة بتعبيره لجميع المؤمين تحيروا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون كيف يفسروه .
الذين يؤتون الراكعون خوب هذا في الواقع هذا بلا إشكال ليس من صفات المؤمنين أنّه في حالة الركوع يأتي ، خوب قد أفلح المؤمنون الذين في صلاتهم خاشعون في الآية المباركة ، هذا قطعاً ليس من صفات المؤمنين في حالة الركوع مثلاً يتصدق ، فقطعاً المراد به قضية خارجية ، عرفتم ؟ إذا كان المراد صفات المؤمنين كقضية حقيقية كما في الآية أخرى قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون وهم للزكاة فاعلون وهم كذا وكذا هذه صفات المؤمنين فإذا كان المراد به عامة المؤمنين فلا بد أن تذكر صفة عامة لعامة المؤمنين الذين يؤتون الزكاة وهم راكعون هذا من صفات المؤمنين في حال الركوع يأتي الزكاة .
فلذا ذهب جملة من العامة أنّهم راكعون يقيمون الصلاة يعني يؤتون بالصلاة الفريضة هم راكعون نافلة توجيهاً لهذه المشكلة وقيل أنّ المراد بهم راكعون يعني خاشعون ليس المراد به الركوع المصطلح ومنهم هذا القائل الآلوسي قال قلنا ليست الآية نصاً في كون التصدق واقعاً في حال ركوع الصلاة لجواز أن يكون الركوع بمعنى التخشع والتذلل لا بالمعنى المعروف في عرف أهل شرق هسة في القرآن الكريم فاركعوا مع الراكعين وكذا … كما في قوله لا تهين الفقير أو لا تهن الفقير علك أن تركع يوماً والدهر قد رفعه ، تركع بمعنى تخشع وتذلل وقد …
وخر راكعاً يقول بهذا المعنى ، وإذا قيل لهم إركعوا لا يركعون على أي حال إنصافاً ذكر هذه الرواية خر راكعاً واركعي مع الراكعين ظاهراً ظاهره في مسألة الركوع وأنّه لم تكن في الأمم السابقة ركوعاً هذا لم يثبت ظاهراً حالات الركوع والسجود في الأمم السابقة كانت موجودة .
على أي كيف ما كان هذا المطلب الذي أراده هؤلاء يؤتون الزكاة وهم راكعون بمعنى خاشعون إنصافاً لا نظير له لا في القرآن ولا في الشواهد الخارجية عنوان الخاشعون ما معنى خاشعون ومتذللون في هذه الآية … إنصافاً إنسجام لا يوجد وأما مسألة أنّ علياً سلام الله عليه تصدق بخاتمه خوب هؤلاء رووا وصغيراً وكبيراً وفي كتبهم المعروفة وبأسانيد صحيحة ، قلت حتى مثل القرطبي لم يناقش في إسناده وقبوله في الرواية وأنّ علياً سلام الله عليه قام بذلك .
فأن يكون المراد بأنّ الذين آمنوا العموم بهذا السياق في غاية الصعوبة والإشكال إنصافاً لا بد أن تكون الآية المباركة ناظرةً إلى قضية معينة وأما أنّه أبوبكر نزلت فيه خوب ضعفه بعد بين لا يحتاج إلى وجه . هذا بلحاظ الروايات الواردة في أنّه صلوات الله وسلامه عليه تصدق بخاتمه .
بقي الكلام ما دام تعرضنا لهذه الجهات في كلمات الآلوسي ومناقشاته ننقل بعض إشكالاته لا كل إشكالاته بعد المجال لا يسع لذلك .
بعد أن ينقل الآلوسي ، بحسب هذا المجلد ، المجلد السادس صفحة مائة وسبع وستي فما بعد ، بعد أن ينقل إستدلال الشيعة بالآية المباركة ويذكر ، نذكر الإستدلال إن شاء الله في ما بعد وقد أجاب أهل السنة عن ذلك بوجوه ، يعني أهم شيء أنّ الشيعة قالوا إنّ علياً سلام الله عليه يستفاد أنّ الولاية منحصرة في الله وفي رسوله وفي علي فليست الولاية لغيره للأول والثاني ليس لهما .
النقض الأول هكذا يقول أولاً النقد بأنّ هذا الدليل كما يدل بزعمهم على نفي إمامة الأئمة المتقدمين – مراده الثلاثة – كذلك يدل على سلب الإمامة عن الأئمة المتأخرين كالسبطين وباقي الإثني عشر رضي الله تعالى عنهم أجمعين – هو يعني منصف – بعين ذلك التقدير ، يعني هو يقول أنّ الشيعة تقولون أنّ الولاية خاصة لأميرالمؤمنين منحصرة بكلمة إنما ، وحينئذ الآية المباركة تنفي الولاية عن الأول والثاني والثالث ، يقول الآلوسي وأيضاً تنفي الولاية عن الأئمة أيضاً ، وأنّه خاص بأميرالمؤمنين ، فالدليل يضر الشيعة أكثر مما يضر أهل السنة كما لا يخفى ، فلا يمكن أن يقال كلامي الحصر إضافي بالنسبة إلى من تقدمه لأنا نقول إنّ حصر ولاية من إستجمع تلك الصفات لا يفيد إلا إذا كان حقيقياً بل لا يصح لعدم إستجماعها في من تأخر عنه سلام الله عليه ، وأجابوا عن النقض بأنّ المراد حصر الولاية في الأمير سلام الله عليه في بعض الأوقات أعني وقت إمامته لا وقت إمامة السبطين سلام الله عليهم أجمعين قلنا فمرحبا … إذ مذهبنا أيضاً أنّ الولاية العامة كانت له وقت كونه إماماً لا قبله وهو زمان خلافة الثلاثة ، ولا بعده وهو زمان خلافة من ذكر ، إلى أن قالوا إن قلنا وهلم جرى .
نحن سبق أن شرحنا أنّ المستفاد من مجموع الأدلة أنّ الآية المباركة كغيره كبعض الروايات ناظرة إلى ثبوت الولاية لأميرالمؤمنين في زمان رسول الله ، أصل هذه الإشكالات في هذا المطلب ، نحن قلنا في هذا الحديث المعروف الذي رواه الترمذي هو ولي كل مؤمن بعدي في سنن الترمذي خلاف صار بين أميرالمؤمنين وبعض الصحابة في قضية سفرهم إلى يمن فقال ما تريدون من علي فشكوا إلى رسول الله أنّ علياً فعل كذا وكذا فقال رسول الله ما تريدون من علي ثلاث مرات فقال هو ولي كل مؤمن بعدي تعبير هكذا ، وفسر الحديث المبارك بأنّ الولاية له والخلافة له بعد زمان رسول الله صلوات الله وسلامه عليه نحن قلنا إنصافاً بعيد جداً بعيد من سياق الرواية بعيد لأنّ القضية وقعت في زمان رسول الله لا بعد وفاته نزاع حصل بين بعض الصحابة وأميرالمؤمنين فحمل الولاية على بعدية الزمانية خلاف نزول الرواية خلاف مورد الرواية ، فكيف … والظاهر من الرواية هو ولي كل مؤمن بعدي يعني في كل مورد أنا موجود خوب أنا الولي وإذا أنا لست موجود فعلي ولي ، كما قال حين إستخلفه على المدينة أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، قلنا في كتاب المبادي للواقذي لما تعرض لمبادي رسول الله صلوات الله وسلامه عليه تعرض مثلاً خرج رسول الله لغزوة فلان واستخلف في المدينة فلان ، في كل الغزوات إستخلف في المدينة وفي أكثرها إبن أمة مكتوم الأعمى المعروف ، موجود أسمائه ، ولم يصدر هذا الكلام عن رسول الله لأحد ، يعني في جميع الغزوات التي خرج واستخلف فيها أحداً لم يقل لأحد ممن استخلفه أنت مني بمنزلة هارون من موسى لو كان المراد أنّه إذا أنا أسافر أنت قائم مقامي خوب استخلف جماعة آخرين غير أميرالمؤمنين خوب لكان يقول هذا الكلام في حقهم وبمنزلة هارون من موسى إشارة إلى قوله إجعل لي وزيراً من أهلي هارون أخي أشركه في أمري .
فالمراد بهذا الحديث وبذاك الحديث أنت ولي كل مؤمن بعدي يعني الولاية ثابتة لك لكن رتبته بعد رتبتي اساس الولاية لي ولك في ما إذا لم أكن موجوداً فلذا لما خرج أميرالمؤمنين إلى اليمن وأمّر عليهم يقول لهذا الصحابي وفي قضية لبريدة وفي قضية ثالثة لأسامة لأنّ هذه القضية تكررت لرسول الله ، في قضية لبريدة كنا نازعت علياً في اليمن فشكوت إلى رسول الله فقال ألست أولى بالمؤمنين فقلت نعم هذا في كتاب الحاكم موجود فقال من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، وفي قضية لأسامة ، قال أسامة لعلي لست مولاي إنما مولاي رسول الله صلوات الله وسلامه عليه فقال رسول الله من كنت مولاه فعلي مولاه ، وفي قضية لهؤلاء الذين كانوا في اليمن هو ولي كل مؤمن بعدي .
أصلاً أمس شرحنا أنّ عنوان الوصاية كانت ثابتة له من أول يوم أعلن فيه النبوة ، فهذه الإشكالات التي إستشكله الآلوسي بعد لم أقراء كلام باطل على أي وإستدلال ضعيف يعني ، أصولاً يستفاد من هذه الآية المباركة وجود الولاية الفعلية له في زمان رسول الله وفي زمان نزول الآية وهذا المعنى ثابت بالروايات أيضاً نعم بما أنّ الولاية فرع ولاية النبي والأصل هي ولاية النبي صلوات الله وسلامه عليه فحينئذ حسب القاعدة مع وجود رسول الله ووجوده في المكان هو الأولى وهو الولي وإذا لم يكن في مكان كان علي صلوات الله وسلامه عليه موجود طبعاً هو الولي ولعل لأجل هذا لما نزلت السورة المباركة سورة البرائة بعثها إبتداءاً مع أبي بكر ثم أرجع أبابكر وبعثها مع علي وكان الأمر بيد علي صلوات الله وسلامه عليه قال إنّ الله أنزل إلي أنّها لا يؤديها أحداً عنك إلا أنت أو من كان منك من أهل بيتك فأرسل علياً سلام الله عليه .
فإنسان لما يجمع الشواهد التي هم يعترفون بها لا رواياتنا هسة رواياتنا … لما يجمع الشواهد يفهم أنّ المراد بذلك ثبوت الولاية له حتى في زمانه يعني الآلوسي يتصور أنّ الشيعة عقيدتهم ثبوت الولاية بعده فلذا يقول إذا بعد لماذا يقول بعده مباشرةً بعده بعد الخلفاء الثلاثة أصل هذا المطلب الذي آلوسي يتعجب منه أصل المطلب الظاهر من مجموع الروايات ثبوت الولاية له في زمانه ، نعم بإعتبار أنّ الرسول هو الأصل تكون ولايته عند غيبته يعني عند ما لا يكون موجوداً فعلاً فكل ما يصدر من علي صلوات الله وسلامه عليه يمضيه رسول الله هذا معنى ثبوت الولاية ، نفس الولاية التي كانت له هذه الولاية دفعها لعلي صلوات الله عليه ، وهذه الإشكالات أنّه النقض بأولاده خوب واضح مادام جعل ولياً هو الذي اوصى للحسن والحسين بخصوص الحسن والحسين أصلاً روايات عن رسول الله إماماً وبخصوص الأئمة سلام الله عليهم أجمعين هذه الرواية المشهورة في صحيح البخاري الأئمة من بعدي إثنى عشر ، هذه الرواية إتفق الكل على صحتها ، نعم إنسان لما يراجع إلى كتب السنة واقعاً يتعجب ، تفسيرهم للرواية عجيب وغريب يعني ، منهم من قال بإثنى عشر من البداية ، الأئمة من بعدي إثنى عشر ، مع أنّ المعروف بينهم أنّ المعاوية لم يكن إماماً يعني رووا رواية أنّ الخلافة من بعدي أربعون سنة أو ثلاثون سنة ومن بعدها ملك عروض يعني يعتبرون معاوية ملك ولا خليفة وأما يزيد أمره وشأنه أوضح من أن يذكر .
ولذا ذهب بعضهم أنّ المراد بالأئمة خمسة يعني أبوبكر وعمر وعثمان وأميرالمؤمنين والإمام الحسن ، ثم قالوا عمر بن عبدالعزيزي ثم قالوا المتوكل العباسي يعني حاولوا أن ينتخبوا من الأمراء والخلفاء فد كلمات عجيبة وغريبة الإنسان لما يرجع إلى كلمات هؤلاء واقعاً يبدوا أنّهم لا بد أن نلتزم طبعاً نحن نعتقد أنّ هؤلاء كانوا يحاولون إثبات هذا الشيء وأنّ رسول الله يصدر منه كلمات غير صحيحة يعني بالأخير الإنسان قد يصل إلى كلام أنّ النبي قال هذا الكلام سهواً غلطاً نستجير بالله ، وإلا واقع أمره لا نجد له معنى لا يجد يعني كلام بلا معنى ، يعني من غير طريقة الشيعة الإثنى عشرية لا يوجد معنى لكلام رسول الله إطلاقاً التوجيهات والوجوه التي ذكرت فهذا الذي قال للسبطين خوب السبطين بنفس رسول الله مالا إشكال فيه والروايات التي رواه السنة في كتبهم والشيعة في كتبهم في تعداد الأئمة عن رسول الله كثيرة جداً لا واحدة مع قطع النظر عن الإسناد وإنصافاً حصول الإطئمنان بهذه الروايات في غاية الوضوح يعني .
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
دیدگاهتان را بنویسید