ولایت فقیه عربی (جلسه11)
اعوذ بالله من الشیطان الرجیم، بسم الله الرحمن الرحیم والحمد لله رب العالمین وصلی الله علی سیدنا رسول الله وآله الطیبین الطاهرین المعصومین واللعنة الدائمة علی اعدائهم اجمعین
اللهم وفقنا وجمیع المشتغلین وارحمنا برحتمک یا ارحم الراحمین
كان الكلام بالنسبة إلى الآية المباركة إنّما وليكم الله ورسوله الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ، بعد أن تعرضنا لبعض الجهات في الآية المباركة قلنا لا بأس بالإشارة ولو عابرة بمفردات الآية ، ثم نتعرض لكيفية الإستدلال بالآية في إثبات الولاية للنبي والأئمة المعصومين سلام الله عليهم أجمعين .
لفظة إنّما في صدر الآية المباركة على المشهور بين الأدباء والمفسرين والفقهاء والأصوليين وإلى آخرهم كل من تعرض لهذه المسألة في العلوم الإسلامية بشتى أشكالها تفيد الفسخ معروف هذه . وقلنا أنّ جملةً من الأعلام ناقشوا في ذلك في دلالة إنّما على الفسخ من المتأخرين الشيخ الأعظم الأنصاري رحمه الله على ما جاء في التقريرات وخلاصة إشكاله ليس في هذه الكلمة وضعاً ما يقتضي الحصر ، فإنّ لفظة إنّ للتأكيد وما هنا زائدة قطعاً ليست نافية كما تصور البعض خوب خطاء كبير لا يحتاج لذكرها . و ما الزائدة في اللغة العربية تفيد التأكيد مثل هوما إنما وأصولاً ذكرنا أنّ المتعارف في كتب النحو أنّ اللفظ الزائد يحمل على التأكيد وهذا موجود في كتاب المغني الإخوة لما يراجعون غالباً لما يذكر معاني للمفردات المعنى الأخير هكذا في جملة منها ، المعنى الأخير يقول الزائدة وهي للتأكيد أو التأكيد وهي الزائدة تعبيره هكذا .
من جملة معاني الباء مثلاً ذكر لها أربعة عشر معنى على ما ببالي الرابع عشر التأكيد وهي الزائدة مثلاً زيد ليس بقائم من باب التأكيد فأفاد الشيخ الأعظم الأنصاري التاكيد بنفسه لا يتقضي الحصر إلا أن يكون هناك شيء آخر يدل عليه ونحن هم سابقاً في أبحاث الأصول لعله قبل ستة أو سبعة سنوات قلنا أنّ الصحيح ما ذهب إليه الشيخ رحمه الله وإنصافاً وضعاً لا نجد في كلمة إنما ما يقتضي الحصر وكما قال قدس سره هذه الكلمة مؤلفة من لفظين مركبة من لفظين إنّ و ما الزائدة طبعاً قد يستفاد من بعض الكلمات أنّ كلمة إنما كلمة واحدة وتفصيل هذه الأبحاث في اللغة الآن ليس شأننا الدخول في هذه التفاصيل تعرضنا سابقاً لهذا البحث الظاهر أنّها مركبة وليست كلمة واحدة وتترب عليه بعض الآثار الآن ليس غرضي الدخول فيه .
فإنّ للتأكيد كما هو مسلم في اللغة العربية وما زائدة والزوائد خصوصاً مثل لفظة ما يؤتى بها للتأكيد وفي اللغة الفارسية لها نظير يعني هذه الكلمة ما يساوي في اللغة الفارسية كلمة كه ونحن هم كثيرأً ما هذه كلمة كه التي تأتي بمعنى الموصول في اللغة الفارسية وأدات الإستفهام في اللغة الفارسية ايضاً نستعملها زائدةً ، شيء زائد في الكلام ، لكن هذا الزائد في الكلام غالباً لإعتماد المتكلم عليه ، هذا من الأساليب في اللغة العربية وفي غيرها تذكر بعض الزوائد للإعتماد عليه كأنما يؤكد على الكلام من جهته يؤكد على معنى الكلمة ، فلذا ما يقتضي الحصر في هذه الكلمة لا يوجد التأكيد بنفسه لا يقتضي الحصر مثلاً إذا فرضنا حلف بالله والله إنّ زيداً قائماً مع أنّ القسم للتأكيد إنّ للتأكيد معناه قائم ليس إلا لا يستفاد لا حصر القيامة في زيد لا حصر القائم لا حصر زيد في القيام ولا حصر القائم في القيام هذا مسلم التأكيد بنفسه لا يقتضي الحصر إلا بقرائن سياقية أخرى وإلا بنفسه لا يفيد الحصر .
نعم إنصافاً بعد المراجعة إلى اللغة العربية يتضح لدينا أنّ الإنسان العربي بإرتكازه ما كان يستعمل كلمة إنما إلا في مقام سبق غيره والهدف من ذلك نفي هذا الغير ، يعني بعبارة أخرى مثلاً الإنسان العربي يبداء بكلام ويستعمل لفظة إنما هذا غير متعارف مثلاً إعلم إنما الكلمة في اللغة العربية ثلاث إسم وفعل وحرف يعني الكلمة للحرف ، ليس متعارفاً .
المتعارف في كلمة إنما موارد الإستعمال إما أن سبق شيء في الكلام أو كان هناك قرينة حالية كلام شبهة فتستعمل هذه الكلمة والتأكيد على مدخول إنما يقتضي الحصر سياقاً لا وضعاً مثلاً قل إنما أنا بشر مثلكم إنما كان تصورهم أنّه ملك ، قل إنما لاحظوا يستعمل في ما إذا كان هناك قبله شيء إما مذكور وملفوظ وإما إذا لم يكن مذكور القرائن السياقية تشهد به مثلاً في هذه الآية المباركة سابق الآيات في هذه الآيات المباركة كما قرائنا ذاك اليوم نفت الولاية لليهود والنصارى والكفار وأهل الكتاب لا تتخذوا أولياء ثم قال إنما وليكم الله ، ولذا يستفاد الحصر من كلمة إنما سياقاً وإستعمالاً لا وضعاً لا أنّ هذه الكلمة موضوعة للحصر المتعارف في اللغة العربية الإنسان العربي يعني يفرق بين إستعمال إن وإنما أن و إنما ، إنّ في إبتداء الكلام يستعمل إن الكلمة ثلاثة أقسام إسم فعل حرف ، إنّ يستعمل ، أما إنما لا يستعمل ، إبتداء الكلام لا يستعمل إنما يستعمل هذه اللفظة في ما إذا كان هناك شيء إذان كان هناك كلام مسبق إما ملفوظ يعني مذكور في الكلام وإما لا أقل يعلم من أجواء القضية أنّ الكلام فيه فحينئذ يستعمل كلمة إنّما .
الآية المباركة ، مثلاً الآيات السابقة لهذه الآية في سورة المائدة خمسة وخمسين : يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنّه منهم وإلى أن يقول يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه إلى أن يقول إنما وليكم الله ورسوله ، فبما أنّ الآيات السابقة ، شرحنا ذلك اليوم ، بما أنّ الآيات السابقة في مسألة الولاية فلذا لما قال إنما وليكم الله يعني حصر الولاية في الله ورسوله والذين آمنوا بقرينة السياق يفهم الحصر وهذا لكلام يختلف أن يكون إنما موضوعةً للحصر ونحن سبق أن شرحنا كراراً ومراراً أنّ قدماء النحويين أو اللغويين تحليلهم للمعاني اللغوية غالباً أضعف من تحليل المتأخرين أدق تحليل المتأخرين في هذه الجهة فيمكن أن يستفاد الحصر لكن إستفادة الحصر إنما تكون بلحاظ السياق لا بلحاظ الوضع الكلمة . بعد هناك إشكالات وردود ونقود يحتاج إلى شرح لا يتناسب مع بحثنا فعلاً هذه خلاصة النظر بالنسبة إلى كلمة إنما .
هذا بالنسبة إلى كلمة إنما فالإنصاف دلالتها على الحصر سياقية وليست وضعية والمراد بذلك ثبوت الولاية للمجتمع الإسلامي بلحاظ ولاية الله وولاية رسوله وولاية الأوصياء كما في الحديث المبارك هم الأوصياء من آل محمد إلى يوم القيامة الكلام فيه وليس الكلام يعني حصر الولاية لهم سلام الله عليهم أجمعين . هذا بالنسبة إلى لفظة إنما .
وأما لفظة وليكم ، إنما وليكم ، هذه الكلمة ولي من الألفاظ التي بإصطلاح معجم ومقايس اللغة أصل صحيح وهذه الكلمة في اللغة العربية أساساً تأتي بمعنى القرب أن يكون شيء قريباً إلى شيء ، أصل هذه الكلمة الولي بمعنى القرب ، أصل الولي ، وتوضيح المطلب حتى يتبين أكثر نحن نعلم إجمالاً أنّ قدماء اللغويين كما أشرت إليه لما كانوا يلاحظون المعاني المختلفة للفظة الواحدة يحاولون غالباً إعطاء معاني متعددة ، بخلاف المحاولات الأخيرة بين اللغويين حتى جملة من قدماء اللغويين وهو محاولة إرجاع اللغة إلى اصل واحد ، المعاني المختلفة إلى أصل واحد ، كما أنّه ليس من البعيد أنّ الألفاظ في بداية الأمر وضعت للمعاني المحسوسة ثم استعملت للمعاني المعقولة .
كلمة العقل في اللغة العربية كما ذاك اليوم هم شرحنا من العقال والعقال أمر محسوس الشيء الذي يربط به الدابة البعير في خصوص ، والعقل سميه به بهذا اللحاظ ونحن خلال أبحاثنا سابقاً كراراً حاولنا أن نذكر المعاني المحسوسة للكلمات والتي هي الأصل للمعاني المعقولة مثلاً ضرر إختلف الأصوليين الفقهاء في تفسير الضرر منهم من قال نقص منهم من قال سوء منهم من قال الحرج منهم من قال الغيب ، سبق أشرنا إلى هذه الكلمات لكن لما نرجع إلى الصلب اللغة العربية نجد كلمة مثلاً ضرة الجبل ، ضرة الجبل الفاصلة الموجود بين الجبلين النقص الحاصل ، الضرة الزوجة الثانية تسمى ضرة بإصطلاح ، ولذا بعض الشواهد الضرير فاقد العين بإصطلاح ، الشواهد لما يجمعها الإنسان بعضها ببعض يجد أنّ في صلب اللغة الضرر بمعنى النقص ، لا بمعنى الحرج لا بمعنى السوء الضيق ، هذه المعاني خلاف الظاهر فلذا قلنا الضرر يعني في كل مورد يوجد النقص على الإنسان في جسمه في ماله إذا وجد نقص فهو ضرر ، كما أنّ الإضطرار فهو إفتعال من الضرر حسب القاعدة في هيئات الإفتعال إضطرار أي قبول الضرر والنقص الإنسان حينما يقدم على قبول نقص لرفع نقص أكبر يعبر عنه بالإضطرار فمثلاً ذكرت هذا المثال كراراً يضطر أن يبيع بيته مثلاً بيته عشرة ملايين يبيعه بنفس القيمة خمسة ملايين لعلاج ولده يقول مضطر ، يعني يقبل هذا الضرر لرفع ضرر أكبر فلذا موارد الإضطرار بطبيعته غير موارد الإكراه هذه المسألة المهمة أنّه في الفقه لماذا بيع المضطر صحيح أو بيع المكره محل إشكال أو باطل .
بيع المضطر يعني من يقدم على البيع لكن والبيع نقص ضرر عليه يقبله لرفع ضرر أكبر أما بيع المكره لا يجبر رجل يجبره بالمسدس على رأسه على أنّه بع بيتك ولو هذا هم في الواقع يرجع إلى رفع بإصطلاح ضرر لأنّه ينقذ حياته بهذا الشيء لكن هو بنفسه لم يقدم عليه الفارق بينهما في الإكراه لم يقدم عليه بخلاف المضطر يقدم على بيع ، يعلم ضرره يقبل هذا الضرر لرفع مشكلته وإذا قلنا بيعك فاسد وباطل هذا هم ضرر عليه لأنّ الطريق منحصر عنده في علاج ولده ببيع البيت والبيت هم لا يشترى إلا بنفس القيمة وإذا حكم الشارع هذا البيع باطل يحكم ببطلان هذا البيع يعني الطرق كلها مسدودة أمامه ماذا يفعل ليس أمامه شيء آخر عرفتم النكتة ؟
فرق بين الإضطرار والإكراه ، فرق بين الحرج والضرر بما أنّه مهم هذا الظروف في الفقه والإستنباط ، الضرر كل مورد يوجب النقص ، الحرج كل مورد يوجب الضيق ، حرج النفس ، يعني الإنسان يقع في ضيق نفسي هذه موارد الحرج ، طبعاً في بعض الموارد يتصادقان يوجدان معاً في بعض الموارد ينفرد أحدهما .
كيف ما كان فغرضي من هذا المطلب أنّ المعاني المحسوسة غالباً في الألفاظ موجودة ، كلمة ولي لا بد أن ننظر في إستعمالاتها وفي موارد إستعمالها ننظر أنّه ما هو المعنى المحسوس إبتداءاً ثم تدريجاً العرب واللغة العربية إستعملته في معاني غير محسوسة معاني معقولة ، طبعاً في القرآن الكريم هذه اللفظة مكررة ومن بدايات كتابة تفسير القرآن أو من بداية كتابة معاني القرآن ذكروا الآيات بعدة معاني أنا من باب فقط الإطلاع وإلا عدة مصادر أخر موجودة ، كتاب الأشباه والنظائر في القرآن الكريم طبعاً نسخه قليلة ينسب هذا الكتاب إلى مقاتل بن سليمان .
مقاتل بن سليمان كان في منتصف قرن الثاني يعني تقريباً معاصر للإمام الصادق صلوات الله وسلامه عليه ، توفي في سنة مائة وخمسين بناءاً على أنّ وفاة الإمام الصادق عن هذه السنة فتوفي مع وفاة الإمام الصادق .
على أي في كتاب الأشباه والنظائر في القرآن لهذا الرجل مقاتل بن سليمان ، طبعاً من السنة الرجل ، بحسب هذه الطبعة ، ظاهراً الطبعة الأولى لا أظن قبله أكو طبعة ، صفحة مائة وخمس وتسعين كلمة الولي ، لا أقراء كل كلامه لأنّه طويل ، قال تفسير الولي على عشرة وجوه يعني في القرآن الكريم ذكرت هذه الكلمة لعشر معاني ، فوجه منها ولي يعني ولد هب لي من لدنك ولياً أي ولداً لاحظوا كيفية فهمه للمطالب ، الولي بمعنى الولد ، الوجه الثاني الولي يعني الصاحب من غير القرابة ، صديق يعني ، لم يكن له ولياً من الذل ، الوجه الثالث الولي يعني … لم أقراء كل الآيات التي ذكرها فقط إشارة عابرة ، الولي يعني الغريب ، يوم لا يغني مول عن مول شيئاً يعني غريب عن غريب ، مالكم من دون الله من ولي يعني غريباً ، غرضي حتى يتبين كيف البحث العلمي كان موجود يتصورون مثلاً الولي بمعنى ولد الوجه الرابع الولي يعني رباً ، قال أغير الله أتخذ ولياً يعني رباً إلى آخره . الولي بمعنى المعنى الخامس الآلهة ولا ما اتخذوا من دون الله أولياء يعني آلهة ، الوجه السادس الولي يعني العصبة ، يعني ثغرة الإنسان ، وإنّي خفت الموالي من ورائي ، الوجه السابع الولاية في الدين والكفر ، ألم ترى إلى الذين تولوا قوماً قال يعني المنافقين تولوا اليهود والنصارى ، الوجه الثامن الولاية في الدين فقط لا في الدين والكفر ، قال تعالى إنما وليكم الله ورسوله ، الوجه التاسع الولي بمعنى المولى الذي يعتقه ، فإخوانكم في الدين ومواليكم ، الوجه العاشر الولي في المناصحة ، لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين يعني في النصيحة ولاية النصيحة .
خوب أنا قرائت هذا فقط بمجرد نموذج يتبين لكم في بدايات محاولتهم لتفسير القرآن إشتبه عليهم الأمر كثيراً يعني تصوروا أنّ الولي يأتي بهذه المعاني العشرة في القرآن الكريم كما الآن ذكرت طبعاً في جملة من الكتب المتأخرة هم ذكرت هذه الوجوه . لا حاجة إلى ذلك أنا قرائت أقدم نصاً حتى يقاس عليه الباقي ، وتبين من خلال كلماتنا السابقة أنّه كثير وقع في الإشتباه هذا القائل ومن سلك هذا المسلك .
وأما بالنسبة إلى أصل هذه الكلمة وحقيق هذه الكلمة ، سابقاً نحن نقلنا لكم من كتاب الراغب الإصفهاني في كتاب دراسات في ولاية الفقيه ذكر بعض العبارات نحن فقط نقراء العبارات الواردة في كلمات اللغويين غرضنا ، في كتاب مفردات الراغب الإصفهاني في تفسير الولاية قال الراغب الولاء والتوالي ، طبعاً الراغب في القرن الخامس وإنصافاً الرجل مع أنّه أصله لم يكن عربياً إنصافاً في ما يفسر الألفاظ يبدع في التفسير ويأخذ بلب المعنى إنصافاً ، الولاء والتوالي أن يحصل شيئان فصاعداً حصولاً ليس بينهما ما ليس منهما ، تعبير جداً جميل ، ولي الشيء أو توالاه أو وليه بمعنى أن يكون إثنان لا يفصل بينهما ما ليس منهما ، لا يكون بينهما فصل لأجنبي ، يعني إذا حصل الفصل بأجنبي لا يسمى وليه ، فولي الله مثلاً بناءاً على هذا من ليس بينه وبين الله فاصل ، شيء ما سوى الله لا يفصل بينه وبين الله إنصافاً يعني الإنسان يلاحظ في تفسير الراغب الإصفهاني دقة في المعنى بأنّه أساساً في اللغة العربية هذا اللفظ طبع لهذا المعنى أن يكون شيء تلو شيء بعده بحيث لا يوجد فاصل أجنبي ، ليس بينهما ما ليس منهما ، لاحظوا التعبير ، يعني الشيء الذي أجنبي بالبين الشيء الذي لا يرتبط بأحدهما يكون بينهما فإذا فرضنا مثلاً بينه وبين الله حصل فاصل الدنيا ، ما أدري الأزواج ، الأموال ما شابه ذلك هذا لا يسمى ولي الله لا بد أن يكون بدرجة ليس بينه وبين الله سبحانه وتعالى ما ليس منهما ، ثم قال هذا أصل الكلمة ويستعار ذلك للقرب من حيث المكان وللقرب من حيث النسبة ومن حيث الدين ومن حيث الصداقة والنصرة والإعتقاد يعني هذه موارد الإستعمال الذي جعل ذاك عشرة معاني هذه العشرة المعاني بتعبير راغب الإصفهاني إستعارة أصل المعنى شيء واحد إذا كان شيء ليس بينه وبينه فاصل تارةً في الصداقة والمحبة والأخرى في الدين أخرى في النصيحة ، لما ينصح شخصاً فقط لأجله ليس بينه وبينه شيء آخر يقال وليه .
هذا قال بمعنى الولاية في النصيحة عبر منه المعنى الخامس ما أدري سادس الولاية في النصيحة ، ليست الولاية بمعاني مختلفة معناه واحد ويلاحظ في هذه الجهات هذه النكات الأساسية وجاء في كتاب معجم مقاييس اللغة الواو واللام والياء أصل صحيح ، يدل على قرب يستفاد من كلام صاحب المعجم أنّ حقيقة هذه الكلمة القرب لكن يستفاد من عبارات الراغب الإصفهاني ليس مجرد القرب أن يكون شيء بعد شيء بلا فاصل بينهما طبعاً هذا من مصاديق القرب إذا لم يكن بينهما فاصل يعني قريب إليه .
قال أصل صحيح يدل على قرب من ذلك الولي ، أي القرب ، يقال تباعد بين ولي أي بعد قرب وجلس مما يليني أي يقاربني ويستفاد من كلمات جملة من اللغويين أنّ الأصل المحسوس الذي إستعمل في اللغة العربية الولي المطر يجيء بعد الوسمي ، الوسمي يعني المطر يكون في موسمه في الربيع ، المطر الخفيف ، ثم المطر الذي يكون بعده يسمى الولي ، طبعاً إن شاء الله لعل الوقت هسة لا أدري يسع أم لا الإخوة إذا عندهم مجال مراجعة يرجعون إلى كتب اللغة يبدوا أنّ الإنسان العربي يعني هذا اللفظ المطر يجيء بعد الوسمي إستعمال الولي مو واضح إستعمل هذا اللفظ ثلاثة أنحاء ينبغي أن يعرف أطلق عليه الولي أطلق عليه الولي كما يظهر كتاب لسان العرب ويطلق عليه الولى مقصوراً إختلاف يبدوا في اللغة العربية مو بمعنى واحد يعني مو بإستعمال واحد ثم سمي بذلك لأنّه يلي الوسمي ، الوسمي المطر الذي في الموسم ومن الماء المولى المعتق الصاحب حليف إبن العم ناصر جار كل هؤلاء من الولي وهو القرب وكل من ولي أمر آخر فهو وليه والباب كله راجع إلى القرب ، هذا المعنى الذي أفاده في كتاب معجم مقاييس اللغة معناً صحيح وله شواهد في اللغة العربية ، أنا اليوم جبت كتاب لسان العرب حتى أقراء أكثر لكن كافي لأن إذا أطلنا الكلام في اللغة بعد نخرج من صلب البحث .
على أي في لسان العرب هذا المطلب موجود بتفصيل أكثر من هذا المقدار ويذكر معاني محسوسة أكثر من المطر الإخوة يراجعون هناك حتى بعد لا نخرج عن صلب البحث . يعني هو بنفسه أصل مو أنّه فرع من لغة بدل مثلاً فسر يقال أصله من سفر ، تفسير من فسر القرآن فسر بنفسه ليس أصلاً .
على أي كيف ما كان الستفاد من مجموع الشواهد في اللغة العربية كما قال الراغب الإصفهاني الشيء الذي يقرب الشيء ويكون بعد مباشرةً إسمه الولي وأصله في اللغة بمعنى الولي بمعنى القرب وطبعاً إستعمل هذا في عدة روايات هذا اللفظ مستعمل هسة نقراء بعض العبارات من باب التأكيد أكثر ، ما كان غرضي أقراء كل العبارات .
مثلاً في كتاب نهاية إبن الأثير قال في أسماء الل تعالى الولي هو قال هو الناصر ثم رجع وقيل المتولي لأمور العالم والخلائق القائم بها ، ومن أسمائه عز وجل الوالي وهو مالك الأشياء جميعهم ، المتصرف فيها وكأن الولاية تشعر بالتدبير والقدرة والفعل وما لم يجتمع ذلك فيها لم يطلق عليها إسم الوالي يعني لا بد له من هذه الأمور تدبير ، قدرة والقيام خارجاً والفعل ولك أنّ الولاية تشعر بتدبير والقدرة والفعل وما لم يجتمع ذلك فيها لم يطلق عليه إسم الولي . صحيح كلامه .
وقد تكرر ذكر المولى في الحديث وهو إسم يقع على جماعة كثيرة فهو الرب والمالك والسيد والمنعم والمعتق والناصر والمحب والتابع والجار وابن العم والحليف والعقيد والصهر والعبد والمعتق والمنعم عليه ، نفس الإشتباه الذي وقع فيه مقاتل بن سليمان وقع في هذا الرجل وكل ما ولي أمراً أو قام به فهو مولاه ووليه ، هذا المطلب صحيح ، ومنه الحديث من كنت مولاه فعلي مولاه قال يحمل على أكثر الأسماء المذكورة غريب يعني ، مثلاً ناصر مثلاً إبن مثلاً من كنت أنا إبن عمه فعلي إبن عمه .
قال الشافعي يعني بذلك ولاء الإسلام كقوله تعالى ذلك بأنّ الله مولى الذين آمنوا وأنّ الكافرين لا مولى لهم ، وقول عمر لعلي اصبحت مولى كل مؤمن أي ولي كل مؤمن وقيل سبب ذلك إنّ أسامة قال لعلي لست مولاي إنما مولاي رسول الله ، لاحظوا هنا كلمة إنما إستعمل بعد السرد لست مولاي إنما مولاي رسول الله فقال صلى الله عليه وآله وسلم من كنت مولاه فعلي مولاه ، ومنه الحديث أيما إمراءة نكحت بغير إذن مولاها فنكاحها باطل وفي رواية وليها أي متولي أمرها ، هذه من نهاية لإبن الأثير .
طبعاً هذه المعاني الكثيرة التي ذكرها يرجع معناها إلى ذاك ثم ما دام كلامنا في هذا المطلب في جملة كتب اللغة منها لسان العرب منها غيرها كتب كثيرة يعني لا كتاب واحد فرقوا بين الولاية والولاية بكسر الواو وفتح الواو منها في كتاب الراغب الوِلاية النصرة والوَلاية تولي الأمر ، بالفتح ، عكس هم قيل له ذلك غير هذا التفسير هم موجود وقيل الوِلاية والوَلاية نحو الدِلالة والدَلالة وحقيقته تولي الأمر والولي والوالي يستعملان في ذلك ، هذا الذي أفاده إبتداءاً من التفريق بينهما إنصافاً محل إشكال جاء في بعض كتب اللغة أنّ الوِلاية تختلف عن الوَلاية مثلاً ذكروا وجوهاً بينهما كما ألان ذكرت وأختصر المعنى لأنّ الوقت لا يسع لذلك .
وذهب جملة من اللغويين إلى أنّ هما واحد الوِلاية والوَلاية ، إنصافاً إنسان لما يراجع الشواهد لا يجد الفرق بينهما ، نحن أصولاً ذكرنا أنّ تدوين اللغة العربية كان متأخراً بعد الإسلام وأخذ الأدباء واللغويون كأمثال خليل في القرن الثاني من أفواه الناس ودونوا في كتبهم نحتمل قوياً أنّ الفرق بينهما يرجع إلى الفرق في التلفظ والكلام لا أنّه فرق لغوي بينهم، في صلب اللغة العربية الوِلاية ويشهد لذلك مضافاً إلى قول بعض اللغويين عدم وضوح هذا الفرق في كلماتهم ولا يستفاد وكذلك بعض الآيات المباركة هناك ولاية الحقة لله ، إختلفوا في قرائتها على وجهين إنسان لما يجمع الشواهد … ليس غرضي الدخول في المفردات هذا بحث لغوي صرف فقط غرضي الإشارة الإنسان لما يرجع إلى مفردات إستعمال هذه الكلمة وعدم ال… مثلاً افرضوا الحديث المبارك بني الإسلام على خمس منها الولاية لم يصرح فيها بالفتح أو بالكسر إنسان لما يجمع الشواهد من حيث المجموع قد يستطيع أن يفهم أنّ هذه الفروض إنما ذكرت في كتب اللغة لا في واقع العرب لا في واقع اللغة العربية وإذا كان هناك إختلاف بين الفتح والكسر هذا الإختلاف منشائه اللغة .
نحن سبق أن شرحنا أنّ العرب كانت لهم لهجات مختلفة مثلاً بني تميم كانوا يقولون عن ما يقولون أن ، أشهد عن علياً … معروف بعنعنة التميم من هذه الجهة وهذا الذي الآن صار عن هذا ما كان عليه أكثر العرب وإلا جملة من العرب كان عليه عن بالعين ، فأكثرهم تلفظوا بالهمزة لا كلهم وكيف ما كان الغرض من ذلك ثبوت فرق في اللغة بين الفتح والكسر الآن غير واضح ظاهراً كلاهما بمعنى واحد وما جاء في بعض الكلمات الوَلاية مصدر والوِلاية إسم مصدر وبيان الفرق بين الإسم والمصدر سابقاً هم أشرنا إليه إنصافاً هذه الأمور غير واضحة هذه الفروق الذي غالباً ذكرت في الفرق بين المصدر إسم المصدر من حيث المعنى ومحل تأمل محل إشكال واصولاً الفارق الأساس بين المصدر وإسم المصدر بعلى أقوى الإحتمالات يكون لفظياً ولا معنوياً والتفصيل في أبحاث اللغة الآن الوقت لا يسع لذلك .
خلاصة البحث بعد التيا والتي أنّه كلمة وليكم في الآية المباركة لو كنا نحن وظاهره بمعنى المتولي يعني المشرف المسلط عليه ، وحمله على المحب والناصر وال … ما شابه ذلك من هذه الألفاظ جداً بعيد عن سياق الآية أصولاً نحن ذكرنا أنّ الإنسان العربي لما ينظر إلى معنى محسوس يأخذ منه معنى معقولاً يتناسبه فلما أرادوا التعبير عن مسألة السلطة بأي نحو كانت هذه السلطة إستعملوا لفظاً يدل على القرب لا فقط القرب لأنّ القرب في اللغة العربية يقع ولو كان بينهما واسطة يقولون قريب له ولو في البين واسطة فاستعملوا لفظاً يدل على القرب المطلق بحيث لا يوجد بينه وبينه شيء الملاصق له تماماً اللصوق لصق بما أنّه كان يعطي معنى المباشر لصق به يعني كان متصلاً به بين جسمين ، فأيضاً لم يعتبروا هذا المعنى كما أنّ معنى الملاصقة مجرد الإتصال بينهم وأما كلمة ولي تفيد معنى الإتصال مع معنى الإشراف والإحاطة يعني إضافةً إلى اللصوق بينهما إضافةً إلى القرب بينهما نوع من الإشراف هم موجود أيما إمراءة نكحت بين وليها الولي مو فقط الملاصق لها كأنما أشرقت هذه الكلمة هذه المعاني الإتصال عدم الفصل والإشراف والسلطة ولذا إذا وقع حبه في قلبه محب أما إذا كان مضافاً إلى الحب أنّ الحب يفرض عليه شيء يشرف عليه حينئذ وليه إذا فرضنا الولي يستعمل في المحب يعني في المعنى الولي لم يلاحظ اللصوق ، لصوق بين شيئين فقط في معنى الولي بحسب الإرتكاز يلاحظ معنى السلطة .
طبعاً السلطة فريقين يحسم ، فلذا الآن في اللغة العربية أصلاً اللفظة الذي يستعمل للسلطة من هذا اللفظ إستيلاء ، استولى وإستوى بمعنى ، إستولى على العمرو لاحظوا من نفس مادة ولية يعني الإنسان لما ينظر إلى الكلمات ، تولاه بمعنى أحبه ويأتي تولاه بمعنى قليلاً إنصرف عنه لكن قليل تولاه … جاء في بعض الآيات توليت …
تولى إذا كان متعدياً معنى الحب وإذا كان لازماً معنى الإنصراف ، توليت وأنتم مدبرون ، التولي بمعنى الإنصراف .
على أي كيف ما كان الإنسان لما يتأمل في معنى الآيات ، تأملوا بدقة ، يستفاد منه الإتصال والقرب والإحاطة والسيطرة فلذا أطلق ، مثلاً لا يقال لمتولي الأمور قريب إلى الناس تأملوا . ملاصق لهم يقال متولي ولي وال وال عليهم ، لما يراجع الإنسان الشواهد الكثيرة يستفيد منها أنّ الولي ولو كان أصله بمعنى القرب لكن أضيف فيه أشياء أخر عدم الواسطة أضيف فيه السيطرة عليه والسلطنة عليه والإستيلاء عليه غداء إن شاء الله ما يتعلق شيء بسيط .
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
دیدگاهتان را بنویسید